المهاجرة

أريد أن أهاجرْ

كهجرة النبي .. للمدينة ْ

أريد أن أسافرْ

في موكب الحسين .. والعائلة الحزينة ْ

سئمتُ من .. هذي الحدود الضيقة

طفقت من .. كل القيود الخانقة

أريد أن أهرب من زنزانة العادات و الأعراف ..

و الرجعية اللعينة

لا تفهموني خطأ ً يا سادتي الكرامْ

أقسم بالله العظيم

على كتابه الكريم

بأنني مسلمة ٌ .. مؤمنـةٌ

مـُقـِـرّة ٌ .. موقنة ٌ

بكل ما جاء به الإسلامْ

و أعرف الحلال و الحرام ْ

و إنني ..

يا سادتي الكرامْ

أقدس الحجابْ

و ألبس الجلبابْ

و لست ممن يرتدي .. عباءة الكتِـفْ

أو يضع النقاب ْ !!

و إنني ..

يا سادتي الكرام

لا أعرف الحب

ولم أسمع بشيءٍ اسمه الغرام

ولم أفكر لحظة ً ..

بفارس الأحلامْ

يأتي إلي فجأة ً ..

يأخذني من غرفتي

يحملني

على حصانٍ أبيض ٍ

يطير بي ..

نحو الغيوم العالية

فوق الهضاب الغانية

نحارب الدنيا معا ً

نغفو معا ً

نصحو معا ً

و نأكل الكعك معا ً

و نحتسي القهوة و الشاي معا ً

كما يكون الحب في نهاية الأفلامْ

لا تقلقوا يا سادتي الكرام

فإنني ..

أقدر الوضع كما يرام

أعرف أن الحب و الإرهاب في بلادنا

كلاهما ضربٌ من الإجرامْ

يستوجب الإعدام ْ!!

راحلة ..

لا ترحلي ..

إني أخاف عليكْ

من هذا الرحيلْ

تمهلي ..

أخشى على قدميكْ

ما اعتادا على سفر طويلْ

لهفي على كتفيكِ

لو أضناهما حمل ثقيلْ

أبكي لعينيك المهاجرتين

أن يغشاهما شفق الأصيلْ

عودي معي

أقسمت بالحب المقدس بيننا

أن تسمعي

ونثرت كل طلاسم العشاق

في صدري المعبد بالهوى

كي ترجعي

و نذرت كل أصابعي

أشعلتها

و جعلتها

قـُربى إليكْ

و زرعت قلبا آخرا في أضلعي

و سقيته ُ

مما تبقى من دماي و أدمعي

و رهنته ُ

وقفا عليك

 و أتيت في حبّيك

مالم يؤتَ في .. دين الغرام بمثلهِ

أوَ بعد هذا كلهِ

تأتين لي

وكأن شيئا لم يكنْ

و بدون إفك تطلبينْ

أن ترحلي

حسنا إذنْ

إن كنت عازمة على هذا الرحيل

وعلى تحدي المستحيل

فكما تشائين افعلي

ولترحلي

انا لست محتاجا إليكْ

أبدا .. ولن أبكي عليكْ

هيا ارحلي

ما كنت أبحث عن غرام ٍ مخملي

ما خلت يوما ً أن حبك قاتلي

ما عدت أفهمُ

كيف كنت تفكرين

عن أي قلبٍ تبحثين

عن أي حبٍ باردٍ تتحدثين 

أنا ماسمعت بمثل هذا 

في كلام العاشقين الأولين

ولا كلام العاشقين الآخرين